Skip to main content

Full text of "78370"

See other formats


كي 
أ 


٠ك‏ 7 8م م ه 


م ى ل ٠‏ ظ 
2 نن 1 
الرنشر "لعل كرالك ساو أ ب رتفا 
1 108 00 بن 
خمزة نامسد ِنع حسما قبي 
المعرورض بابهم القلامي 


أ 2000 / الال كلام 


الرنوريسمي كار 


ا 


اي 
2 


إ- 


م 
0-01 
ول 
سسسب باريس “به 


حقوق الملتبيع جوت 
لطع الاو 


47م اف 


آ# هر 
دارحّان 
للطباعة والفثر 


( لصاحبها عبد الهادي حرصوتي ) 
ب دمشق سا ص ١ب‏ 14آ؟ 


لبرمرزء 
لك ته رن للع سام وى 
(لفرو ّنا لصرابم 





لقد كان للفتح الاسلامي للشام » أعظم الآثار على هذه البلاد » من ذلك 
تثبيت طابع العروبة فيها » وتبديل البنى الاجتماعية والسياسية والاقتصادية 
والعمرانية » فعلى صعيد السياسة الداخلية والخارجية تحول دور القبائل 
العربية من الهامش الى الصميم » وعلى صعيد المدن » نجد قبل الفتح آن مدينة 
القدس كانت أهى مدن جنوبي بلاد الشام » تتلوها دمشق » وأن أنطاكية كانت 
أهم مدن الشمال وأيرزها دوراً » تتلوها قنسرين » لكن بعد الفتح » وبسبب 
اتنشار الاسلام » وانسلاخ البلاد عن الامبراطورية البيزنطية » وقيام الحروب 
الدائمة معها » ثم قيام السلطان الأموي في الشام » كل هذا أدى الى تقهقر 
القدس حيث تقدمتها دمشق » وتخلفت في ذات الوقت مدينة بصرى » واضمحل 
دورها كثغر تجاري لبلاد الشام على بوابات شبه جزبرة العرب » وتأخرت 
أنطاكية في الشمال ووصلت فنسرين الى حالة الاحتضار » وتقدمت حلب 
وتبعتها معرة النعمان ٠‏ 


ووضح هذا الحال في العصر الأموي 6 وتوطدت أركاته © وبعد قيام 
الخلافة العياسية 6 واتشعالها المطلق بمشاكل خراسان وبلاد مأ وراء النهر م6 
واهمالها للحدود مع بيزنطة » وقيام نظام الثغور والعواصم صارت حلب مركز 


لد هال 


شمال الشام سياسياً واقتصاديا وعقائديا وثقافاً » وغدت دمشق هى المسؤولة 


وتنافست كل من حلب ودمشق » ووضح للعيان أن أحداث الشام باتت 
تدور على محورين أساسيين واحد في الشمال [ حلب ] وآخر في الجنوب » 
[ دمشق ] » ويمكن نعقب جذور هذه القضية الى العصر الأموي » فبعد وفاة 
يزيد بن معاوية حدث صراع شديد على الخلافة والسلطة واتقسم الشام الى 
معسكرين : واحد تزعمته قبائل كلب في الجنوب » وآخر تزعمته قبائل كلاب 
في الشمال » وكانت كلب قبائل يمانية الأصل » وكلاب عدثانية » وف معركة 
مرج راهط انتصرت كلب على كلاب » وأعيد تأسيس الحكم الأموي » بزعامة 
الفرع المرواني » لكن الشام انقسمت بشكل فعلى الى دارين : دار في الجنوب 
لكلب ومن 'لف لفها وندار في الشمال لكلاب ومن قاربها بالنسب » وفصل بين 
هاتين الدارين خط عرضاني اطلق شرا وغربا من بلدة الرستن على العاصي» 


وعندما دب الضعف ف قلب الخلافة العباسية كانت الأجزاء الشمالية من 
بلاد الشام بزعامة حلب » من أقدم البلدان التى أعلنت اتقصالها » وقامت فيها' 


ومن حلب حاول سيف الدولة ممد” سلطانه الىالأجزاء الحنوسية من الشسام» 
فدخل دمشق » لكنه لم ,يتمكن من الاحتفاظ بها » فقبل استقلال حلب » كانت 
مصر الاسلامية قد استقلت عن جسم الدولة العباسية » وقامت فيها الدولة 
الطولونية » ومارست الدولة الطولونية السياسة الخارجية التقليدية لمصر 
المستقلة بالحاق الشام » وقد نححت ‏ مع الدول التي تلتها في حكم مصر ‏ 
في الاحتفاظ بالجزء الجنوبي من الشام » وأخفقت في اليقاء في الشمال ٠‏ 


وف حلب أقام سيف الدولة بلاطا حاكى فيه بلاط بغداد » وحوى هذا 
الملاط عدداً كبيراً من العلماء في كل فن مع الشعراء والأدباء » وشهدت بلاد 


د 38 سد 


الشامية العربى » وعبرت كل من حلب ودمشق عن شخصيتها بالاتجاه نحو 
عاش ف المعرة أو مدينة حلب فأرخ لمديئة حلب والجزء الشسمالي من البلاد مع 
مناطق الجزيرة » ومنهم من عاش فٍ دمشق أو اهتم بها » فكتب في تاريخهما 
إنما مع التعلق بالديار المصرية والاهتمام بها » وإذا كنا لسنا في موضع عرض 
لمراحل حركة التدوين التاريخي ف الشام مكفى أن نذكر أن هذه الحركة وصلت 
الذروة على بدي ابن عساكر حين كتب تاريخ دمشق ثم أبن العديم حين كتب 
تاريخي حسب الوقائع والحوليات » شمل أخبار فتوح الشام ليس إلا" » وتميز 
ابن العديم عن ابن عساكر بأنه صنف كتابا مفردا أوقفه على العرض التاربخي 
الإخباري لمدينة حلب » وهو كتابه « زيدة الحلب من تاريخ حلب » ولم يفعل 
ابن عساكر هذا » لطبيعة منهجه وثقافته » فهو إمام بالحديث في الدرجة الأولى» 
ولذلك جاء كتنابه الذي صنفه لدمشق مهتماً بطبقات المحدثين والعلماء » وموليا 


إن هذه الثغرة بالنسبة لدمشق قد جرى تداركها من قبل ثلاثة أجيال 
من الورخين : اثنان من العراق » وثالثهما وهو المهم من دمشق الشام » وأول 
هؤلاء المؤرخين هو ثابت بن سنان » الذي كان واحداً من أفراد آل الصابىء » 
الأسرة التي اشتهرت بالطب فنبغ منها عدد من الأطباء خدموا الخلفاء العباسيين 
ورجال دولتهم » ويذكر بعض من ترجم لثابت بأنه كان مختصاً بخدمة الخليفة 
الراضي [ ++" وجم ه / 5ه 41٠‏ م ] وأنه كان بارعا بالطب » تولى 
تديير المارستان في بغداد » وخدم عددآ من الخلفاء بعد الراضي »؛ ومن المرجح 


ادال مده 


أن ثابتآ قد توف سنة هج ه / هلاه م » وكان ثابت بن سنان كمعظم بقية آله 

متميزاً الى جانب كوئةه طبيياً باهتمامه بالتاريخ وتدوينه » وقد كتب عدداً من 
التواريخ أشهرها واحد ذيل به مع شيء من التداخل ا على تاريخ الطبري» 
وله أبضآ كتاب « مفرد في أخبار الشام ومصر في مجلد واحد » ٠‏ 


وبعد وفاة ثابت جاء هلال بن المُحتسئّن بن ابراهيم الصابىء » وهو قريبه 
حيث أن جده ابراهيم هو ابن أخت ثابت » لذلك ذكرت بعض المصادر تجاوزاً 
بأن ثابت هو خال هلال بن المحسن » وكان هلال في بداية حياته علىعقيدةأهل 
الصايئة ثم دخل الاسلام » وقد ولي ديوان الانشاء في بغداد » وعاش فترة 
تاربخية هامة جداً » عاصر أحداثها وعرف أخبارها عن كثب ويشكل وثائقى » 
فقام بتدوينها في عدد من الكتب مفردة مثل كتابه في تاريخ الوزراء » أو جاءت 
كذيل لكتب ثابت بن سنان»ففى مرآة الزمان لسيط ابن 'الجوزي نقرأ : «واكان 
هلال من كبار العلماء الأدباء » وله التاريخ الذي ذيله على تاريخ ثابت بن 
سنان » وبدأ به من سنة احدى وستين وثلاثمائة الى سنة سبع وأربعين 
وأربعمائة » » وأكد هذا القفطي في تاربخ الحكماء حيث قال : « ثم كتاب هلال 
ابن المحتسكن بن ابراهيم الصابىء » فإنه داخل كتاب خاله ثابت وتمم عليه الى 
سنة سبع وأربعين وأربعمائة » ولم نتعرض أحد في مدته الى ما تعرض له من 
أحكام الأمور » والاطلاع على أسرار الدول » وذلك أنه أخذ ذلك عن جده 
لأنه كان كاتب الانشاء ويعلم الوقائع » وتولى هو الانشاء أيضاً » فاستعان 
بعلم الأخبار الواردة على ما جمعه » ثم يتلوه كتاب ولده غرس النعمة محمد . 
ابن هلال » وهو كتاب حسن الى بعد سنة سبعين وأربعمائة 6 ٠‏ 


ف الحقيقة إن ثابت بن سنان أنهى كتابه بحوادث سنة هه ء وأن هلال 


ابن المتحسكن ابتدأ كتابه الذى ذيل به على تاريخ ثابت بحوادث سنة وحم 


كتابه في التاربخ الذي دعاه باسم « عيون التوارريخ » والذي أرخ به للفترة 
الممتدة ما دين 454 الى .ولاغ ها وجعله بمثابة ذيل لتاريخ أبيه » ذكر الأسباب 
التي حدت به الى تأليفه بقوله : « وبعد » فكان أبي وصى” !لي" لا أحس بقدوم 
الوفاة » ويس من أيام الحياة » ولمعت له لوامع المنية ؛ وقرعت سمعه قوارع 
البلية » رغبة في زيادة الذكر ونماثه واتتشاره وبقائه » بصلة كتاب التاريخ الذي 
ألفه الى آخر سنة سبع وأربعين وأربعمائة تأليفآً بعجز عنه من يروم مثله »2 
وفتضح فيه من يتعالى فضله ؛ إذ هو السحر الحلال ؛ والمذب الزلال » 
والصادر عن أوحد دهره » وفريد عصره » وشرع فيه وقد أنت عليه سنة [ ولد 
هلال سنة وه* ه ] » جرب فيها الأمور ومارسها » وخيرها ولاسها » وآنا عار 
من جميع صفاته » وخال من ساكر سماته ٠‏ 


وابن اللبون إذا ما لز في قرنذ 2 لم يستطع صولة البزل القنا عيس 
لكن قوله مستمع » ومرسومه متبع 6 وأمره مطاع 6 ورأبه غير 
مضاع ووه 


وفٍ سنة ثمان وأربعين وأربعمائة » وفٍ يوم الأربعاء سادس عشر رمضان 
توف والدي » الرئيس أبو الحسن » هلال بن المحسن بن ابراهيم بن هلال ؛ 
ومولده الأحد ؛ النصف من شوال سنة نسع وخمسين وثلاثمائة » فاتتقض 
السؤدد بمصابه » واتثلم الفضل يذهابه » ٠‏ 

لسوء الحظ أن معظم مواد التراث التاريخي لأسرة آل الصابىء هي 
بحكم المفقود » ولقد أكثر سبط ابن الجوزي النقل من تواريخ كل من ثابت 
وهلال » وقام باحدى نسخ كتابه مرآة الزمان بنقل جميع محتوياته كناب غرس 
النعمة ؛ وقد استخرجت هذا الكتاب من مخطوصطتين في باريس واستانبول 
وحققته وسأدفعه للنشر قرببآ إن شاء الله تعالى ويسر ٠‏ 

هذا ووصلنا كتاب مخطوط صغير جاء بمثابة مختصر لتاريخ ثابت بن 
سنان » ضمنه مشختتتصر”ه أخبار القرامطة » ويتألف هذا المخطوط من إحدى 


لاطا سد 


وثلاثين ورقة من قطع 1 >اهر١‏ سم في كل صفحة ( وجه ) ما بين ٠‏ م" 
سطراً » في كل سطر ما بين 17 كلمات » وهذه النسخة هي بحوزة المستشرق 
البريطانى برئارد لوبس» وكان قد حصل عليها من القاهرة أثناء إعداده لاطروحة 
الدكتوراه » وقد تفضل خأعارنى نسخة عنها » قمت ‏ بعد استئذانه ب بنشرها 
ضمن محتويات كتابي أخبار القرامطة ٠‏ 


ونسخة الاستاذ لويس هذه قد كتبت من قبل ثلاثة نساخ على الأقل » 
وقد نم الفراغ من كتابتها « في سلخ شوال سنة ألف وسبع وخمسين » [ 7" 
تشرين الثاني سنة 154197 م ] وقد نسخت كما يبدو عن نسخة من تاريخ ثابت 
تم نسخها ف « سلخ جمادي الأولى سنة سبع وسبعين وخمسمائة » [ 1١‏ ب 
تشرين الأول سنة 1141١‏ ] ونسخت هذه النسخة ‏ كما صرح عن مسودة 
المؤلف٠‏ 

إن خط هذه المخطوطة هو نسخي مقروء »وحالة المخطوطة حسنة » إنما 
يبدو أن المستوى الثقافي لنساخها ومعرفتهم بقواعد اللغة العربية كان ضعيفاء 
لهذا تبعثرت الأخطاء النحوبة والاملائية في كل مكان ٠‏ 

ويمكن تقسيم المعلومات التي تتضمنها إلى قسمين : قسم وردت معظم 
رواباته في تاريخ الطبري » وقسم وقعت أحداث رواباته بعد وفاة الطبري » 
فقام ثابت بتدوين أخبار هذه الأحداث » وجل" الأخبار في هذا القسم من عصر 
ثابت » وعندما نقرأ هذا القسم نلاحظ أمراً مدهشاً » حيث أن الكتاب يروي 
أخمار القرامطة إتداء من « سنة مائتين وثمان وسيعين من الهجرة » حتى 
« سنة نسع وثلاثين وثلاثمائة » بشكل كامل التسلسل سنة تلو أخرى » فم 

ولا ندري شكل مؤكد سبب هذا » لكن لدى قراءة المواد الأخيرة 
ومقارتنها بالمواد الأولى » نجد أن المواد الأولى نولي قرامطة البحرين والعراق 


سد وي ند 


الاهتمام الأكبر » ف حين أن المواد الأخيرة موقوفة على نشاط القرامطة ف الشام 
وصراعاتهم مع الخلافة الفاطمية في الشام ومصر ٠‏ 

إن هذا يدفعنا الى الافتراض بآن الذي جمع مواد مخطوطة الأستاذ لويس» 
جمعها من كنايين لعلهما : تاريخ ثابت بن سنان الذي ذيل به على تاربخ الطبري؛ 
وكنابه الآخر الذي أوقفه على تاريخ الشام ومصر ء وببدو أن الكتاب الأول 
كان مبتوراً » فهو بالأصل « مسودة المأؤلف » وأن الذي نولى عملية الاختصار 
لم يتنيه الىالخرم الكبير » ولا الى طبيعة المواد المروية والاختلاف الذي لحقهاء 
أو أنه تنبه لكنه لم بخبرنا ٠‏ 

ومهما يكن الحال فإنالمواد المتآخرة من مخطوطة الاستاذ لويس تتوافق» 
لا بل تنطايق تماما مع محتويات تاربخ ابن القلانسي عن دمشق » وهو بيت 
القصيد في مقدمتنا هذه ٠‏ 

لنحاول أولا التعرف الى شخصية ابن القلانسي ومن ثم نعود للربط 
بينه وبين تواريخ آل الصابىء ٠‏ 

ترجم لابن القلانسي عدد من المورخين يتصدرهم ابن عساكر ثم ياقوت 
وبعده الذهبي » ولما ذكره ابن عساكر مكانة خاصة للزمان والمكان » ومما قاله 
عنه ابن عساكر : « حمزة بن أسد بن على بن محمد » آبو يعلى التميمي » 
المعروف بابن القلانسى » العميد كانت له عناية بالحديث » وكان أديباً له خط 
حسن وتثر ونظم +++ وصئف اريخا للحوادث بعد سنة أربعين وأربعمائة الى 
حين وفاته » ونولى رئاسة دبوان دمشق مرتين » ٠‏ 

وقال عنه ياقوت : « حمزة بن أسد بن على بن محمد ؛ أبو يعلى ؛ 
المعروف بابن القلانسي التميمي الأديب الشاعر » المورخ » كأن من أعيان دمشق 
ومن أفاضلها المبرزين ؛ ولي رئاسة دبوانها مرتين » وبهما توفي سنة خمس 
. وخمسين » وله تاريخ للحوادث » ابتدأ به من سنة إحدى وأربعين وأربعمائة 
الى حين وفاته » وكانت له عناية بالحديث » وله كتب عليها سماعه » ٠‏ 


قدا 


وقد أورد كل من ابن عساكر وباقوت نماذج من شعر من ابن القلانسي؛ 
لكنهما وإن ذكرا تاريخ وفاته لم بحددا تاريخ مولده أو سنته حين الوفاة » وقد 
تولى الذهبي ذلك فيين أنه جاوز الثمانين أثناء وفاته وكان دون التسعين » وعن 
الذهبي نقل كل من أبي المحاسن في النجوم الزاهرة واليافعي في مرآة الجنان ٠‏ 


وجرت العادة لدى كثير من الأوائل الاشارة الى أتفسهم في مصتفاتهم» 
حيث ,يمكن فٍ أبامنا استخراج المعلومات من هذه الاشارات » وفيما بختص 
باين القلانسي لم يشر الى تفسه قط ف مصنفه أو نحدث عن دور من أدواره 
سيما وأنه كان من كبار رجالات الدولة في دمشق ؛ نعم هناك اشارات غير 
مباشرة الى بعض مواقفه السياسية وتذوقه للأدب » فهو قد ضمن كتابه عدة 
قصائمد من تظمه » كما أثيت بعض نصوص الوثاءق الديوانية الواردة الى دمشق 
لاعجابه بصياغتها ٠‏ 

ولئن انعدمت اشاراته لنفسه فهناك بعض. الاشارات لأفراد من أسرته » 
من ذلك أنه ذكر في حوادث سنة همه : « وف يوم السبت الثالث عشر من 
رحب من السنة » توفي الأخ الأمين أبو عبد الله محمد بن أسد بن على بن محمد 
التميمي عن أربع وثمانين سنة » بعلة الذرب » ودفن بترية اقترحها خارج باب 
الصغير من دمشق » وكان على الطريقة المرضية من حسن الأمانة والتصون 
والديانة » ولزوم داره » والتنزه عن كل ما يوتغ الدين » وبكره بين خيار 
المسلمين » غير مكاثر للناس » ولا معاشر لهم » ولا متخلط يهم »6 ٠‏ 

وعلى أهمية هذه الاشارة كم كنا تنمنى لو أنه ذكر الفارق بالسن بينه 
ونين أخيه ٠‏ 

ومن ثنايا مواد ابن القلانسى نرى بأن أسرته كانت من كبار أسر دمشق» 
وأعظمها مكانة » فهو قد تحدث في وقائمع سنة 8ه ه عن الاضطرابات في 
دمشق » وبين أن هذه الاضطرابات اتنهت حيئما « رد" سلطان دمشق ل 


أمر الرئاسة [ رئاسة دمشق ] والنظر في البلد ٠.٠‏ الى الرئيس رضي الدين 


الم 


أبي غالب عبد المنعم بن محمد بن أسد بن علي التميمي » وطاف في البلد مع 
أقا رامول كن لح وس كنت النصناء» وم بقاق في البلد حانوت ولا اشطرب 
أحد ؛ واستبشر الناس قاطبة من الخاص والعام والعسكرية وعامة الرعية » ٠‏ 

واحتفظت أسرة آل القلانسى بسكاتها العالية في دمشق لمدة قرون فقد 
تحدث كل من ابن كثير » وابن طولون وبدران عن « الصاحب عز الدين أبو 
يعلى حمزة بن مثريد الدين أبي المعالي أسعد بن عز الدين بن غالب بن المظفر 
ابن الوزير مؤيد الدين أبي المعالي أسعد بن أبي بعلى حمزة بن أسد بن علي 
ابن حمزة التميمي الدمشقي »؛ ابن القلانسي »أحد رؤساء دمشق الكبار » ولد 
سنة قسع وأربعين وستمائة » وسمع الحديث من جماعة ورواه ٠+‏ وله رئاسة 
باذخة » وأصالة كثيرة » وأملاك هائلة كافية لما يحتاج إليه من أمور الدنيا » 
ولم بزل مع صناعة الوظائف الى أن ألزم بوكالة بيت السلطان » ثم بالوزارة»ء 

وابن القلانسى هذا هو حفيد لؤرخنا ه وهو الذي بنى دار الحديث 
القلانسية في صالحية دمشق ؛ ولعله بناها على تربة جده المورخ » ذلك أنه 
دفن في سفح جبل قاسيون ٠‏ 

وعلى العموم نجد أن ما جاء في كنب التراجم وفي ثنايا تاريخ | بن القلانسي 
عبارة عن مواد مقتضبة » فهي وان تحدثت عن ثقافته العالية واهتمامه بالحدث 
فإنها لم تذكر اسم واحد من آساتذته ولا من تأثر بهم ثقافيآ » ولا عن سلوكه 
ونشاطاته وصفاته الخلقية والخلقية » وغير ذلك من الأمور التى بودنا لو 
عرفناها ٠‏ 


ومهما يكن الحال فان كتابه في التاريخ وعمله ف ديوان « الانشاء » بمثابة 
رئيس له تدل على علو ثقافته وتمكنه من ناصية اللغة » ومن المفيد هنا أن شير 
إلى أنه وإن شابه أهل عصر في اهتمامه بالصنعة والمترادفات » إلا أنه لم يسرف 
في ذلك كما أسرف العماد الأصفها نيوسواه ولا شك أن رئاسته للديوان جعلته 
وسط أخبار الوقائع والأحداث مع شيء من من المشاركة » ومكنته من الاطلاع 


كم سد 


[ الخراج ] لفترة من الزمن ؛ جامعا بينه وبين ديوان الانشاء [ الرسائل ] ٠‏ 


٠‏ ومر” بنا قول ابن عساكر ثم ياقوت أنه بدا مصنفه في التاريخ بحوادث 
ما بعد سنة أربعين أو احدى وأربعين حسب تحديد ياقوت » وهذا التحديد 
فيه شيء من الوهم » لعل مرده الى النساخ » فابن القلانسي بدأ كتابه بحوادث 
سنة //.444 ها / وصرح بأنه صنع « مذيلا” » » وفي العادة قد «يبنى المذيل»على 
ذيل » والذيل يأتي بمثابة ملحق بكتاب أساسي ٠‏ 


ونعود الآن إلى ما سلف ذكره عن ثابت بن سئان وهلال بن المحسن » 
فثابت كنب كتاباً بالتاريخ أوقفه على مصر والشام ووقف به مع أحداث سنة 
/هج” ه/ وهي سنة وفاته » وجاء من بعده هلال بن ال سستٌ* فكتب ذيلا” 
على تاريخ ثابت تداخلت بعض سنيه » حيث بدأه بحوادث سنة /.م/ ووقف 
به حتى نهاية سنة /414107/ ٠‏ 


ولا يصرح ابن القلانسي باعتماده على كتابي ثابت بن سنان وهلال بن 
المحست» أو على واحد منهما على الأقل » كل ما هنالك أنه في سياق حديثه 
عن ولابة « حيدرة بن مفلح » لدمشق » وهو أحد الولاة الفاطميين قال : 
هذا المذيل عليها » وعادت سياقة الحوادث منها » وإبراد ما فيها » وتحدد 
بعدها »© +٠‏ 


والبحث التاربخى هو الذي قاد الى الافتراض بأن ابن القلانسي بنى 
« مذيله » على كتابى ثابت بن سنان وهلال بن المحسن » أو على واحد منهما 
فمن شبه المكد أن مصنف اين القلانسى بشطريه « الأساس » و « المذيل » 
يبد بحوادث سئة /.م/ وبهذه السئة بدأ هلال كتابه » ومن المسلم به آن 
ما كتبه هلال عن أخبار السنوات /٠.ج”_‏ ه+م ه/ وهي السئوات التي 


أل سد 


نداخل بها كتابه مع كتاب ثابت هناك تطابق بالمواد » مع اختلاف بالتفاصيل 6 
وهذا ما نلاحظه حينما نقارن مواد السنوات المتداخلة بين تاريخ ثابت بن سنان 
وتاربخ الطبري » لهذا ليس من المستيعد أبداً أن يكون ابن القلانسي اعتمد 
على تاريخ هلال بن المحسن دون سواه ٠‏ 


وتبقى الأمور في حدود الفرضية » فتاريخ هلال بن المحسن هو بحكم 
المفقود » ومصنف ابن القلانسي وصلتنا منه نساخة خطية واحدة ‏ محفوظة في 
مكتية البودليان في أكسفورد برقم |[ ١‏ 11 ] وهذه النسخة قد بتر من 
آولها مقدار أربع عشرة ورقة » ولا شك أن هذه الأوراق قد حوت خطبة 
الكتاب مع بعض المواد الاخمارية » ولئن تمكنت من تدارك المواد الاخيارية 
المفقودة من مختصر كتاب ثابت بن سنان » تبقى المسآلة الأساسية معلقة ٠‏ 


من هذا نخلص الى القول أن مخطوطة البودليان تحوي قسمين مسن 
المعلومات الاخبارية » القسم الأول منها حتى سنة +44 من-تصنيف هلال بن 
المحسن لوحده أو معثابت بن سنان» والقسم الثاني حتى نهاية الكتابمن تصنزيف 
ابن القلانسي » والقضية التي تواجهنا الآن هي: هل تقل ابن القلانسي مواد آل 
الصابىء نقلا” حرفي » آم عدل فيها اختصاراً وزيادة ونقصانا ؟٠‏ 


إن من يقرأ مخطوطة البودليان يلحظ بعض الفوارق باللغة والعرض بين 
الأول وأعاد صاغتها » وهنا لريما حذف بعض المواد وأضاف موادا من عنده » 
مما تجمع لديه من مصادر ووثائق محلية ٠‏ 

لقد دعا ابن القلافسي ما صنفه 1 « المذيل » ولما كانت محتويات 
الكتاب من صياغة ابن القلانسي وروابته 1 بالوجادة و غير ذلك . من الطرق ] 


. 


بض ب 


برخ مصنف ابن القلانسي لقرنين من الزمن هما من أهم القرون ؛ 
وبالنسبة لكثير من الأحداث هو المصدر المتفرد » في هذين القرنين حرت 
أحداث الصراع القرمطي الفاطمي على الشام ؛ وأعقب ذلك الحكم الفاطمسي 
للشام » وكان حكما لم يعرف الاستقرار لأسباب داخلية فاطمية » ولمقاومة أهل 
الشام لهذا الحكم؛ وابن القلانسي يروي لنا سيرة المقاومة الشامية» وهي سيرة 
لشعب دمشق وشعب الشام أجمع » سيرة لمنظمات هذا الشعب وفتاتهالاجتماعية 
وقاكله» سيرة لعمران دمشق ق وخططها » وهنا بقتضي أن تنوه أن هذه مزية تفرد 
بها ابن القلانسى الى أبعد الحدود ٠‏ 


صحيح أن الكتاب أوقفه صاحبه بالأصل على دمشق لكنه يولي مع 
دمشق اهتمامانه بقية أجزاء الشام » ثم بقية أجزاء الوطن العربي والعالم 
الاسلامى ؛ فمواده عن كل من الخلافتين الفاطمية والعباسية لها مكانة خاصة» 
بل أكثر من هذا نجده بتقصى أخبار المغر بالأقصى ويقدم لنا رواية ذات مكانة 
خاصة حول المهدي بن تومرت وتأسيس دولة الموحدين ٠‏ 


وعلى مكائة مواد ابن 'القلانسى حول العصر الفاطمى » فإن الذي إشوقها 
أهمية هو ما رواه حول دخول الشام تحت السلطان الساجوقي » ثم إحداث 
الحروب الصليبية زمن الحملتين الأولى والثانية » وهي أخداث عاصرها وكان 
شاهد عيان لها » ولأهمية هذه الروابات تمت ترحمتها الى كل من الا تكليزية 
والفر نسية ٠‏ 


وابن القلانسي منؤرخ ثقة يمكن الاعتماد على رواياته » وقد أوضح 
منهجه في كتابه بقوله : « قد اتنهيت في شرح ما شرحته من هذا التاريخ : 
ورنبته ونحفظت من الخطأ والخطل والزلل فيما علقته من أفواه الثقات » و نقلته 
وأكدت الحال فيه بالاستقصاء والبحثءالى أن صححته الى هذه السنة المباركة» 
وهي سنة أربعين وخمسمائة» وكنت قد منيت منذ سنة خمس وثلائين وخمسمائة 
والى هذه الغابة بما شغل الخاطر عن الاستقصاء عما بجي اثباته فى هذا 


باع سد 


الكتاب » من الحوادث المتجددة في الأعمال » والبحث عن الصحيح منها في 
جميع الأحوال ؛ فتركت بين كل سنتين من السنين بياضاً في الأوراق » ليثبت 
فيه مأ بعرف صحته من الأخبار » وتعلم حقيقته من الحوادث والآثار » وأهملت 
فيما ذكرته من أحوال سلاطين الزمان فيما تقدم ؛ وف هذا الأوان » باستيفاء 
ذكر نعوتهم المقررة » وألقابهم المحررة » تحنياً لتكريرها بأسرها » والاطالة 
بذكرها » ولم تجر بذلك عادة قديمة » ولا سنة سالفة في تاريخ يصنفءولاكتاب 
يلف » وإتنما كان الرسم جارياً ف القديم باط راح الألقاب والإنكار لها بين 
بدي ذوي العلوم والآداب » قلما ظهرت الدولة البويهية الديملية » ولقب أول 
مسعود نبغ فيها بعماد الدولة بن بوبه » ثم أخوه وتاليه في الولادة والسعادة 
بركن الدولة أبي علي ؛ ثم أخوهما بمعز الدولة أبي الحسين ؛ وكل منهم قد 
بلغ من علو المرتبة والمملكة » وتفاذ الأمر في العراق وخراسان والشام الى أوائل 
ا مغرب ما هو مشهور » وذكره ف الآفاق منشور » ولا علا قدر الملك عضد 
الدولة فناخسره بن ركن الدولة أبي على بن بوبه بعدهم » وظهر سلطانه » 
وعلا شأنه وملك العراق بأسره وما ولاه من البلاد والمعاقل » وخطب له على 
المناير » زيد في نعوته في أيام المطيع لله أمير المومنين رحمه الله : تاج الملة » 
ولم يزد أحد من أخوته : مويد الدولة صاحب أصفهان ؛ وفخر الدولة صاحب 
الري وما ولاهما » وانضاف إليهما على اللقب ٠‏ 


ولم يزل الأمر على ذلك مستمراً الى أن ظهر أمر السلطان ركن الدنيا 
والدين طغرليك محمد بن ميكال بن سلحق » وقويت شوكة الترك » وانخفضت 
الدولة البوبهية واضمحلت وانقرضت » ولقب السلطان طغرلبك لما ظهر أمره 
في العراق » واجتاح شأفة أبي الحارث أرسلان الفساسيري في أيام الامام 
الخليفة القائم بأمر الله أمير المومنين رحمه الله ب : السلطان المعظم شاهنشاه 
الأعظم ؛ ركن الدنيا والدين » غياث المسلمين ؛ بهاء دين الله » وسلطان بلاد الله » 
ومغيث عباد الله » دمين خليفة الله » طغ رليك ٠‏ 


ثم زاد الأمر ف ذلك » الى أن أضيف الى ألقاب ولاة الأطراف : الددين. 
والاسلام » والأنام والملة » وغير ذلك » بحيث اشترك في هذا الفن الخاص 
والعام » لا سيما ف هذا الأوان » ٠‏ 


إن هذا النص الفريد في كتاب ابن القلانسي فيه أكثر من دليل » ليس 
على منهج الأولف ودقته وتحربه ونوعية مصادره فحسب » بل على عمق في فهم 
التاريخ الاسلامي ومشاكله » ونظرة ثاقبة واعية لأحداثه » وقد تأثر بهذه النظرة 
عدد من المورخين والسياسيين المسلمين » فهذا ما نشهد صداه في كتاب الكامل 
لابن الأثير » وعدد آخر من المصنفات الاسلامية العربية والفارسية سواءء 

ومع أن ابن القلانسي يشير أنه كان بجمع مواد كتابه على شكل مذكرات 
يومية » فإن ما يوسف له هو طابع الاختصار لديه » فقد عقدت مقارئة بينه وبين 
وليم الصوري وهو من معاصريه؛ وكلاهما كنب عن حوادث الحروب الصليبية؛ 
ولحد ف القدس باللاتينية وآخر في دمشق العربية » ومع أن ابن القلانسي 
اتفرد بذكر أخبار بغعض الحوادث إلا” أنه إذا اجتمع مع وليم على قص خبر 
حادثة » فالتفاصيل لدى وليم أكبر منها عند ابن القلائسي ٠‏ 

وهذا لا بقلل من قيمة ابن القلانسى » خاصة إذا تذكرنا أنه المصدر 
العربي الوحيد الذي وضلنا » وقام برواية الأخبار من وجهة نظر عربية صريحة 
ومنصفة » وفيها اعتدال كبير » وهذه صفات افتقر إليها وليم الصوري وغيره 
من المورخين غير العرب مثل آنا كومينا » منؤورخة الحملة الصليبية الأولى 
بالاغريقية » والمورخ السرباني المجهول الذي أرخ للحملتين الأولى والثانية 
وميخائيل السرياني ٠‏ 


ولهذا لاقى كتاب ابن القلانسى عناية خاصة » وكان أن أقدم الممنتشرق 
هء أمدروز على تحقيقه ونشره سئة ءا لحساب مؤسسة برل في ليدن 
هولنده » وقد طبع نصه ف بيروت ف مطبعة الآباء البسوعيين » وقامت منذ 


ست سروم سم 


قرابة العقدين من السنين مكشية المثنى ف بغداد باعادة طبعة بطريقة تصوير 
الأوفست 6 ونفذت نسح الكتاب من الأسواق منذ سلين عدددة 3 


لقد بذل المستشرق أمدروز جهده في تحقيق نص الكتاب فنال بعض 
التوفيق» وكان حظه من الاخفاق أكبر ؛ علماً بأنه ألحق بالمن عدداً من الحواشى 
المهمة استقى غالبيتها من تاريخ ميا فارقين للفارقي ومرآة الزمان لسبط ابن 
الحوزي ٠‏ 

ومرد الاخفاق الى أنه لا بوجد في العالم إلا” نسخة خطية واحدة من 
الكتاب » وهذه النسخة على وضوح خطها النسخي » ورغم نظافتها وخلوها 
من النطبيع وخروم الأوراق والأسطر » والاضطراب » فإن متنها قد اتنشرت 
فيه التصحيفات بشكل رهيب ؛ لا يستطيع المرء التنبه إليها إلا” بكل صعوبة 
ضاف الى هذا أن الناسخ ‏ الذي لا نملك ترجمة لحياته ‏ كان عاجزاً عن 
قراءة الأصل الذي اعتمده» لذلك لم يكتف بأعمال التصحيف بل تجاوز جملا 
برمتها » ولهذا فمتن الكتاب فيه من الثغرات ما لا يمكن احصاوّه » وعندما 
أقدم أمدروز على نشر الكتاب أخفق ف التنبه الى تصحيفات النص وثغراتنه 
كما أخفق في قراءة الكثير من الكلمات بشكل صحيح » ولهذا جاءت طبعته 
مشوشة النص » وقامت الحاجة الى اعادة تحقيق الكتاب ونشره ٠‏ 

ومنذ أكثر من عشرين عام كنا تتحدث عن وجود حاجة ماسة الى إعادة 
تحقيق جميع الكتب التي سبق نشرها في أورويا » وأن هناك حاجات مسيسة 
للاهتمام بتاريخ بلاد الشام في العصور الاسلامية » فالطالب عندما يدرس العصر 
الأموي يعرف ما كان يجري بالكوفة ولا يدري ما كان بجري في دمشق دار 
الخلافة» ومقر نشاطاتها » ولكم يتمنى المرء لونم انشاء مركز للدراسات الشامية 
يبلحق بجامعة دمشق أو بغيرها من المؤسسات الثقافية » ويعمل على جمع مصادر 
تاريخ بلاد الشام » واحياء نصوص هذه المصادر أو التعريف بها » وحبذا لو 


3-3 


سم اق سدم 


أقدمت محلة الدراسات التاريخية التى 'تصدر في دمشق عن لحنة « كتابة 
التاريخ العربي » على فتح ملف دائم للحديث عن تاريخ الشام مع المصادر ء 


وكنت قد عرفت تاريخ ابن القلانسي منذ زمن بعيد » وتوثقت صلاني 
به في العشرين سنة الماضية منذ عملي في اعداد أطروحة الدكتوراه وأثناء بحثى 
في التاريخ الفاطمي وأخبار القرامطة والعصر السلجوقي والحروب الصليبية : 
وأخيراً اتخذت قراراً بأن أعمل في أسرع وقت على اعادة تحقيق الكتاب ونشرهء 
وف احدى الأمسيات كنت أحدث بعض الأصدقاء عن هذه النية » وأنتى 
سأراسل مكتبة البودليان للحصول على شريط مصور للمخطوط » وهنا أخبرني 
الصديق أحمد ابش ؛ أن لدبه نسخة من هذا الشررط » وتفضل مشكوراً 
باعارتي اباها » حيث أخرجت عنها صورة مطبوعة » ولا بد من الاشارة هنا 
الى السيد ابش هو شاب دمشقي يعمل جاهداً في سبيل جمع مصادر تاريخ 
دمشق » وإني أتنظر له مستقيلا” جيداً في خدمة تاريخ هذه المدينة الخالدة ٠‏ 


وأثناء عملي ف تحقيق الكتاب والاشراف على طباعته لاقيت التشجيع 
والعون من عدد من الأصدقاء أخص منهم الأخ عبد الهادي حرصوني ؛ كما 
أن بعض طلابي قدموا لي مشكورين بعض المساعدا تف إعداد فهارس الكتاب» 
ذلك أننتي ألحقت الكتاب بفهارس فنية للأعلام مع فهارس للمحتوبات وثلاث 
خرائط اثنتان لدمشق المدينة وندمشق والمناطق القرسة منها » وثالفة لمسرح 
عمليات الحروب الصليبية » وهنا أعود لأتوجه بالشسكر الى أصحاب مطابع 
دار الملاح والعاملين فيها لما بذلوه من جهود في سبيل اخراج الكتاب بشكل ' 
صحيح لاق » وللصديق الزميل الأستاذ فواز بكدش لتفضله بتصميم غلاف 
الكتاب ٠‏ 


ولا بد لى من أشير في نهابة هذه المقدمة بآنه على الرغم من اعترافي بجميع 


سم أل سصمم 


أثناء التحقيق كل طاقاتي » وعدت الى سلسلة عريضة من المصادر التاريخية 
والجغرافية وسواها مع عمليات السبر والبحث عن ٠‏ بعض المواقع على الطبيعة» 
وتابعت ذلك والكتاب قيد الطباعة » وأسوق هنا المثل التالى » فلقد مر" بى في 
[ ص 4"] ذكر نبع اسمه الفوار » وبحثت عن موقم هذا النبع في المصادر فلم 
أهتد الى ذكر له » وسآلت فآخبرت آنه اسم لواحد من ينابيع بلدة الحمة المحتلة» 
وهذا ما أثبته في الحاشية » وبعد هذا تبين لي أن هذا وهم » والصحيح أنه 
نبع قائم على طريق دمشق خان أرنبه» وأنه يبعد عن خان أرنيه مسافة/١١/‏ كم 
وعلى مسافة /4/ كم من معسكر للطلائع ٠‏ 


وهذا المثل فيه عبرة كبيرة ؛ إن الباحث بنشد الكمال » لكن من المحال 
الوصول الى هذا الهدف » وإن للبحث العلمي بداية لكن ليس له نهاية ؛ لهذا 
أتوجه الى جميع القراء بالدعوة الى ارشادي الى ما أخفقت في قراءته أو تحديده 
أو شرحه » فالكاب الآن هو ملكهم ومحتوياته فيا تاريخهم ممثلاهبأعم مدن 
التاريخ وأروعها دوراً » دمشق ق دار العروبة والاسلام ٠‏ : 


والحمد لله والصلاة والسلام على الانسان الكامل سيدنا ونبينا وهادينا 
محمد رسول الله وعلى آله وصحيه وسلم تسليماً ٠‏ 


دمشق ١١‏ شوال 3١85-١“‏ ه 


٠‏ تموز 1941م 


0 0 
2000 + يما او رج اجاج الطاك : 
ظ م وح اعبط ويا تترنه #نندتهبه نظو ادامرا افيه . 
يك سرك رماوا مادا رْحَا ص هِ ولاه لمر 
الو كترم جلة غير َإعسا ووب ا ريق تعفر ةلع ابارت تاج قبل الديايد' 
الت دينار لازا اث كسك اا تايا اليَدلكَمْ تَطدوا يكوا مال . 
اتقو ؟ ذم تصربوا 5" اي جعدو توما تهت تعازهائة اضاتج- 
َحَعَادَايء حش إصس يوا ناوالز هب املاس فْحدُماالٌ 
لاح الا 0ج 1 اوكا 0 رَئْلاضَ رداول 
اماف اله لجار فَوصو كالما البمغيزية مسلط فرط ونم 
الاظتراصًا ناسو اواك لان و نشت الحردي فا شد 








الاك لا ْجدَاجٍ داج مِنْهَرََاة: كأ وننكها يا نه صَد بجع كنيب فلاتظر 
اليه انرمع كرائرٌ ً اراد وخَبرّس ةامر و 
َلزمَفالشِات وا يكار يْهُ سكو احير شفحةٌ دالوا لجتقاصقلة 


انل ؛ رطا كه كان اغدار متك با الات ينوكلا يب و قرفو مو 
ظ العا ريه يايلا لِابْعدَايح جنا رسع سه كهركا بنعوًاائئر 5 
وَطليوائق 42 تطيوواة تزه واو امتةتقري الف وجرما جل : 
سوا وُوْمَا مِدوْصرَبِوَااعِنَاقملَ روه و3 دجا فس رما ' 
علب وج وذو] ياطك الترمط الفا امود 
2 م بجعت رسة عَشَنَة | الم رح [كَانْعَة حة وننا سروك مرخ عد 
دوم علبامامدحوي لعا ادرقا بام اما المي 
ةط ايئوي ليدنق وكا نا به قر لكالا خا حرس 


3 الس للحتي ات ال 0 00 
1ل ميم لعي 0 2 0 0 2 31 0 ل اده 
0 1 2 5 ١م‏ 1 
سرعم عي ف لع مس و نااك :فاطو ل و وار ور ندا 7 

6 7 


الصفحة الأولى من المخطومل 


مق نيعل مين تال 2 مَمَرَظفرٌ يهاه راك تراص مدان 
َه فو واي رتنه صمَرمرااه الس رد نع التاعن لوال مشر عمد 
زعي زعي لومش إل لل العا لبور 1 لم2 كله قا الاعا 
: التطارا لتبها في مكاجا فوا هاومش والماة وللاخزالاما 7 
الات ثدرية اهو نتلمةذتزواللزسنالن الو 
مامت بي د 
3 كع اموزو ال وحطر سار بدو اإرعا بايا عام تلط له 1 
اوور ل تشون الظَمم وميا د و اا ليع المقئه 
امل الام علي ياو وده فيضا از لتامز فيلأتب واستقر 


0 


سنوت الاب م بب عه عبراشيرعا لوه لد هُ دا ” 

















عَمَااخمَاوْجدَمهٌبالاريخ اليسنى 

هلي ة هدهو علي سيدأ عهرة اله وص ءِعإِقَلِياضوًا 
وكا رشاع مزكياته تح 1 ع السك نش وعشرزقا بج 
حك لج زو ارا عنو ره ترقا ناجم نايف 
“امارد تدر للاقخطا #تخطلم تيع السليز 


و 


ا 5001 
7 هيح اي ذلي)». 1 وعار 0 دكن 


الصفحة الأخير من المخطوطل 


حتوى 





ال موضوع رقم الصفحة 

سنة ستين وثلاثمائة ١‏ 
ولابة ظالم بن موهوب العقيلي . 
ولابة الفتكين المعزي 1" 
ولابة قسام التراب ' ل 
سنة نسع وستين وثلاثمائة :١‏ 
سئة احدى وسبعين وثلاثماثة 33 
ولابة بكجور لدمشق 14 
سنة أحدى وثمائين وثلاثمائة مه 
ولاية القامد منير الخادم ومنجوتكين 4 
ولاية القائد سلمان بن فلاح 0 
ولابية شارة الاخشيدي 1م 
ولاية القائد تميم بن اسماعيل المغربي 3 
ولاية القائد ختكين الداعى 4.4 
ولابة القائد طزملت بن يكار . 
ولابة القائد مفلح اللحياني ٠١١‏ 
ولابة القائد حامد بن ملهم 5 
ولابة الأمير وجيه الدولة أبي المطاع 1 
ولاية أمير الجيوش الدزبري 1 
ولامة القأمد ناصر الدولة 1 
ولاءة القائد طارق الصقلبي 1 


الموضوع | رقم الصفحة 





ولاية رفق المستنصري يل 
ولاية الأمير المويد عدة الامام 30 
سنة ثمان وأربعين وأربعمائة حل 
سنة تسيع وأريعين وأربعمائة ١‏ 
سنة خمسين وأربعمائة كل 
سنة احدى وخمسين وأربعمائة وها 
سنة اثنتين اوخمسين وأربعمائة ه6١‏ 
سنة ثلاث :وخمسين وأربعمالة 6 
سنة أربع وخمسين وأربعماكة س١‏ 
سنة خمس وخمسين وأربعمائة ١64‏ 
ولاينة أمير الجيوش يدر الجمالي ١‏ 
ولاية الأمير حيدرة بن منزو | يل 
سئة سبع وخمسين وأربعمائة 1 
سنة ثمان وخمسين وأربعمائة 1 باه ١‏ 
ولابة أمير الجيوش الثانية م١‏ 
سنة ستين :وأ ربعمائة مه ١‏ 
ولابة الأمير بارزطغان ش ١64‏ 
سنة احدى وستين وأربعماكة كا 
ولاابة معلى بن حيدرة بن منزو ٠‏ ا 
سئة اثنتين وستين و أر بعمائة م١‏ 
سنة ثلاث وستين وأربعمائة ا 
سنة أربع وستين وأربعمائة ١4‏ 
سنة خمس وسستين وأربعمائة 155 





الموضوع 





سنة سبع وستين وأربعماكة 
سنة ثمان وسنين وأربعمائة 
ولابة الأمير رزن الدولة 
سنة تسع «وسدين وأربعمائة 
سنة مسعين وأريعمائة 

سنة احدى وسعين وأربعمائة 
سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة 
سنة أريع وسبعين وأربعمائة 
سنة خمس وسبعين وأربعمائة 
سنة ست وسيعين وآر بعمائة 
سنة سسيعع وسبعين وأربعمائة 
سنة ثمان وسمعين وأربعمائة 
سنة تسمع وسبعين وأربعمائة 
سنة احدى وثما فين وأر بعمائة 
سنة اثنتين وثمائين وأر بعماكة 
سنة ثلاث وثما نين وأربعمائة 
سنة أربع وثمانين وأربعمائة 
سنة خمس وثمانين وأربعمائة 
اسئة ست وانما نين وأربعمائة 
سنة سبع وثما نين .وأر بعمائة 
سنة ثمان وثما نين وأ ربعمامة 
سنة تسع وثمانين وأريعمائة 
ستة تسعين وأربعمائة 


ا موضوع 


رقم الصفحة 





سنة احدى وتسعين وأربعمائة 
سنة اثنتين وتسعين وأربعماكة 
سنة ثلاث واتنسعين وأربعمائة 
سنة أربع والسعين وأربعمائة 
سنة خمس وانسعين وأر بعمائة 
سلة سنت وتسعين وأربعمائة 
سنة سيمع وتسعين وأربعمائة 
سنة نمان وتسعين وأربعمائة 
سنة نسع واتسعين وأربعمائة 
سئنة احدى ولكمسمائة 
سنة ثلاث وخمسمائة 
سئة خمس وخمسمالة 


1ه ت و 0 امه 


سنة اثنتى عشرة وخمسمائة 
سنة ثلاث عبشم و خمسمائة 


لق 
شف 
عقف 
لفق 
يفف 
خف 
افيف 
يفف 
انق 
دق 
مهة؟ 
وب 
نف 
3 
م" 
وية؟ 
4" 
و 
كوس 
كلض 
فى 
مام 
اسم 


الموضوع 


سنة أربع عشرة وخمسمائة 
سنة خمس عشرة وخمسمائة 
سنة ست عشرة وخمسمائة 
سنة سبع عشرة ولخمسمائة 
سنة ثماني عشرة وخمسمائة 
سنة تسع عشرة وخمساكة 
سنة عشرين وخمسمائة 
سنة احدى وعشرين وخمسمائة 
سنة اثنتين وعشربن وخمسمانئة 
ذكر تاج الملوك بوري 

ذكر ما حدث من الباطنية بدمشق 
سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة 
سنة أربع وعشرين وخمسمائة 
سنة خمس وعشرين وخمسمائة 
سنة ست وعشرين وخمسماكة 


ذكر يام شمس الملوك أبي الفتتح اسماعيل 


سئة ثمان وعشر بن وخمسمائة 
سنة تسع وعشرين وخمسماكة 

سنة ثلاثين وخمسمائة 

سنة احدى وثلاثين وخمسمائة 
سنة اثنتين وثلائين وخمسماعة 

سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة 


وم 
ل 
م 
يسم 
قف 
نم 
مم 
مرب 
قم 
1 
يلك 
13 


الموضوع 





سنة أربع وثلانين وخمسسمائة 
سنة خمس وثلائين وخمسمائة 
سنة ست وثلاثين وخمسماكة 
سنة سبع وثلاثين وخمسسمائة 
سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة 
سنة قسع وثلائين وخمسمائة 
سئنة أربعين وخمسمائة 
سنة احدى وأربعين وخمسمائة 
سنة اثننين وأربعين وخمسمائة 
سنة أربع وأربعين وخمسسمائة 
سنة خمس وأربعين وخكمسمائة 
سنة ست وأربعين وخمسسما له 
سئة سبع وأنر بعين وخمسسمائة 
سنة ثمان وأربعين وخمسمائة 
سنة تسسع وأر بعين واخمسسما لة 
سنة خمسين وخمسمانة 
سنة احدى وخمسين وخمسماكة 
ذكر زلازل سنة احدى وخمسين وخمسمائة 
سنة اثنتين واخمسين وخمسماله 
سنة ثلاث وخمسين وخمسمالة 
سنة أربع وخمسين وخمسمائة 


0 ور 


رقم الصفحة 


فرق 
ل 
الى 
فد 
روة 
وة 
+26 
26 
م6 
كك 
اع 
24 
28 
5 
هت 
ج. ق 
بقءه 
ااه 
615 
ماه 
فرك 
:هه 
/0ع64